لا .... للإرهاب

إن كنا جميعا قد وصلنا بالفعل إلي إقتناع كامل بأن العدوان الآثم علي كنيسة الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية الذي راح ضحيته‏12‏ شهيدا قبطيا هو مؤامرة تم تدبيرها خارج مصر‏.‏
وهو بالفعل كذلك باعتراف قادة تنظيم القاعدة‏,‏ لا تستهدف أقباط مصر بقدر ماتستهدف كل المصريين‏,‏ هدفها النيل من أمن مصر الوطني‏,‏ وضرب وحدتها وإحداث وقيعة بين أقباط مصر ومسلميها‏,‏ يصبح من واجب الدولة المصرية والمجتمع المدني المصري وجميع المواطنين المصريين‏,‏ أقباطا ومسلمين‏,‏ أن يعضوا بالنواجذ علي وحدة هذا الوطن‏,‏ وأن يعملوا دون إبطاء من أجل سد الطريق علي هذه المؤامرة‏,‏ وإغلاق الثغرات التي يحاول المتآمرون النفاذ منها والعمل بهمة لغلق ملف الفتنة الطائفية من خلال اتخاذ التدابير والإجراءات المتعلقة بتنظيم بناء وتجديد الكنائس‏,‏ بحيث يغلق هذا الملف علي نحو نهائي‏,‏ وإزالة كل مايمكن أن يعيق تطبيق جميع حقوق المواطنة علي جميع المصريين دون تمييز في الجنس أو اللون أو العقيدة‏,‏ واعتبار أي من صور التمييز جريمة يعاقب عليها القانون‏,‏ وإصدار إعلان بقيام الدولة المدنية‏,‏ يلزم الحكومة مراجعة كل اللوائح والإجراءات التي تعيق قيام الدولة القانونية التي تطبق القانون علي الجميع‏,‏ وتلتزم بمحاربة التطرف والخرافة‏,‏ وتضمن بقوة القانون احترام كل الأديان‏,‏ وتعني في تربية النشء بكل القيم المشتركة بين الأديان وتلزم المشتغلين بالعمل السياسي عدم الخلط بين السياسة والدين‏,‏ وترفع من جديد هذا الشعار المصري الدين لله والوطن للجميع‏.‏
وأظن أن تقاعسنا عن القيام بهذه الواجبات يترك ثغرات عديدة يمكن أن ينفذ منها المتآمرون ليعاودوا الكرة مرة أخري‏,‏ خاصة أنهم يعتبرون تقويض استقرار مصر الشرط الأول والأساسي لنجاح مخططاتهم في كل المنطقة‏.‏
وعلينا أن نتذكر دائما أن المصريين دحروا الارهاب في معركة استمرت‏81‏ عاما‏,‏ عندما توحدت صفوفهم في جبهة وطنية عريضة ضمت كل القوي السياسية الشرعية والوطنية إنضم إليها المثقفون والفنانون وأصحاب الرأي جميع قوي المجتمع المدني ومن هنا يصبح إعادة تنظيم الصف الوطني بما يساعد علي إحياء هذه الجبهة علي نحو يعزل قوي الظلام والتخلف هو أول واجبات القيادة السياسية الآن‏.‏
وأظن أن هذا الحزن النبيل الذي يغطي مصر من أقصاها الي أقصاها غضبا لما حدث في كنيسة الإسكندرية‏,‏ ومشاركة لأقباط مصر أحزانهم في يوم عيدهم‏,‏ ومواساة لأسر الضحايا الشهداء يعطينا بارقة أمل قوية بأننا قادرون علي دحر الارهاب مرة أخري‏{